ما هو اول مسجد بني في الاسلام، يبحث كثير من الأشخاص ويتعمق في المعلومات التابعة للثقافة الإسلامية وتزيد من اكتساب كل ما يخص الدين الإسلامي، وبدء انتشار الإسلام في بقاع الأرض، ومنذ أن بعث الله خاتم الأنبياء والمرسلين الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وبدء يعم السلام الأرض وتزدهر البلاد بالمعالم الإسلامية عاماً تلو الأخر، وكانت أبرز المعالم والأماكن الدينية المميزة آنذاك هي بناء المساجد، وهنا السؤال يتحدد بانه ما هو اول مسجد بني في الإسلام، نتابع السطور الآتية التي تصف لنا هذا المسجد وتتحدث أكثر عن بناءه.
أول مسجد بني في الاسلام
كان المسلمون يؤدون الصلوات الخمس في المسجد، وصلاة الجمعة وصلاة العيدين، ولا تقتصر المساجد على الصلوات الخمس فقط؛ بل فيها يقوم المسلمون قيام الليل، والتهجد وقراءة القرآن، وأكثر الشهور التي تتخللها العبادة هو شهر رمضان الكريم، الذي يتخذ المسلمون من المساجد سكناً لهم، فيجلسون فيها أطول مدة زمنية للعبادة، ولذلك يجب ان نتعرف على أول مسجد في في تاريخ الاسلام كله:
الجوال هو:
- مسجد قباء.
أسّسه النبي صلى الله عليه وسلم، واختطه بيده عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة رضوان الله عليهم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقصده بين الحين والآخر ليصلي فيه ويختار أيام السبت غالباً ويحض على زيارته وجاء في الحديث الشريف، ولقد اهتم المسلمون واعتنوا جيداً على مرّ العصور بمسجد قباء؛ حيث قاموا بتجديده وتوسعته مراراً، إلى أن أصبح مختلفاً عن الهيئة التي كان عليها حينما بُني أول مرة، ومن بين الخلفاء الذين قاموا بتوسعة مسجد قباء: الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه، والخليفة عمر بن عبد العزيز، رضوان الله عليهم جميعا، ومن الجدير بالذكر أن مساحة مسجد قباء مع المرافق التابعة له تبلغ ما يقارب ثلاثة عشر ألفٍ وخمسمئة متراً.
فضل الصلاة في مسجد قباء
إن للصلاة في مسجد قباء فضل كثير، اذ أن النبي صلى الله عليه وسلم، حرص على أن يخرج من بيته في كل يوم سبت مشياً على الأقدام أو بركوب الأنعام، للصلاة فيه، كما وذكر رسول الله عليه الصلاة والسلام فضل الصلاة في قباء، حينما قال: ” من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ”، وتبعاً لما وضحه علماء الشريعة الإسلامية، أن الأجر الوارد والمقصود في الحديث الشريف، يحصل لمن خرج من بيته على طهور وينوي نية الصلاة في مسجد قباء، أمّا من كان من جيران مسجد قباء أو مرّ بجانبه من غير قصدٍ فصلّى فيه؛ فأولئك يُرجى لهم أجرٌ عظيمٌ للصلاة فيه، ولكن لا يُكتب لهم أجر عمرة.
- وفي العهد السعودي الزاهر شهد عناية كبيرة بمسجد قباء، فتم ترميمه وجُددت جدرانه الخارجية وزيد فيه من الجهة الشمالية سنة 1388هـ وفي عام 1405هـ أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود – رحمه الله – بإعادة بنائه ومضاعفة مساحته عدة أضعاف مع المحافظة على معالمه التراثية بدقة فهُدم المبنى القديم وضُمت قطع من الأراضي المجاورة من جهاته الأربع إلى المبنى الجديد وامتدت التوسعة وأعيد بناؤه بالتصميم القديم نفسه وجعل له أربع مآذن عوضاً عن مئذنته الوحيدة القديمة كل مئذنة في جهة وبارتفاع 47 متراً.
ويحظى مسجد قباء في عصرنا هذا برعاية واهتمام كبيرين، اذ أنه يعد من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد الحرم النبوي الشريف، كما وتقام فيه كافة الصلوات وصلاة الجمعة والعيدين، ويُعد مقصداً لزوار وسكان المدينة المنورة، نظراً لفضل الصلاة فيه، وبهذا تعرفنا على ما هو اول مسجد بني في الإسلام.